إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

الخطاب الديني وأزمة المعنى: بحث في سوسيولوجيا وهيرمينوطيقا التجربة الدينية

المؤلف خالد لحميدي
    السعر
  • 47.51 SAR

  • 52.79 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 41.31 SAR

يشحن من عمان (20-30 يوم عمل)

"غنيّ عن البيان القول إن الدين يعطى، داخل وعاء اللغة، كإحدى خاصيات الإنسان المميّزة، ويعبّر عن نفسه في صورة نصّ أو خطاب؛ يحبل بالعديد من المفارقات التي تمسّ المعيش اليومي في العمق، ويؤثر في رؤية البشر إلى العالم. بل يمكن القول إن الدين، ومن خال النصّ، يقدم إحدى الحاجات الأساسية لدى الإنسان، وهي إضفاء المعنى على وجوده؛ إذ يؤكد على واحدة من أهم الأسس الكبرى لتنظيم الاجتماع البشري، ألا وهي الهوية الرمزية. ولا يخفى أن الدين، كان وما زال، أحد المؤشرات الكبرى على التحام الجماعة ومدّها بأسباب استمرارها في التاريخ كوحدة ثقافية وأنثربولوجية مميّزة، تتغذى على روافد عدة، ولكن يبقى الدين أحد مقوماتها الأساسية والمهمة. من الواضح، إذن، أن كل حديث عن النصّ الديني يجرّنا لزوماً، إلى الحديث عن الدين نفسه كظاهرة اجتماعية، وكسلوك يجد سنده في الواقع المادي؛ وهو ما يقيم الدليل على أن النصّ الديني - ككتابة وخطاب - ليس بنية جامدة معزولة عن الحياة، بل على العكس، تماماً، ينخرط النصّ هذا في واقع الناس، حيث تتقاطع العاقات الإنسانية، ويكون التنافس وتناقض المصالح السمة الأساس لهذا التداخل بين النصّ والواقع. هذا معطى لا يحيل، فقط، إلى مدى صعوبة مقاربة النصّ 12 الديني، ولكن ينبهنا إلى أهمية هذه العاقة الجدليّة بين عمومية الخطاب الديني)* (، كفعالية اجتماعية تحمل دلالة وقصدية متأصلة في الواقع اليومي للجماعة الثقافية، وكخصوصية - يعبّر عنها النصّ - رمزية تعبر عن نفسها داخل وعاء اللغة. واستمراراً لهذا التداخل بين الفعل والنصّ في الخطاب الديني داخل المنظومة الغربية، وقع الاختيار على إشكالية الخطاب الديني وأزمة المعنى: بحث في سوسيولوجيا وهيرمينوطيقا التجربة الدّينية كواحدة من التساؤلات الكبرى التي تميّز، اليوم، ساحة النقاش الفكري المعاصر. ولقد كان من ثمرات هذا النقاش الأساسية ظهور فلسفة الدين، كرؤية جديدة إلى الشأن الديني، من منظور نقدي، بعيداً عن مسألة القداسة والإيمان. وكان من نتائجها الحاسمة بروز توجهين حكما تاريخ العلاقة بالدين في المنظومة الغربية. توجه أول، سعى إلى نقد الدين، جملةً، خصوصاً في شِقّه الكنسي، من أجل تحرير الإنسان من الكهنوت، ومن كل أشكال التأطير التقليدية كافة؛ وهو ما ميّز فلسفة الأنوار. وثان، نجد صداه وامتداده في النفي الجذري للدين ورفضه كليةً، إبان القرن التاسع عشر، في أفق تجاوزه وخلق بدائل تسدّ مسدّه. إلا أن المحاولات السابقة من أجل إرساء بديل للتأويل الكلي للوجود، لم تفلح في القطع مع الحاجة المتأصّلة في الطبيعة البشرية إلى الدين، بل ستنتهي إلى أزمة في المعنى. وهي أزمة يؤكدها عودة أشكالٍ من التديّن بزخم، غير مسبوق، حتّمت ضرورة المراجعة الفكرية لطريقة تناولنا الخطاب الديني، في أفق تجديد فهمنا لوظيفة الدين داخل الحياة الإنسانية المعاصرة بكل تعقيداتها، ودوره في خلق بدائل تأويلية للوجود من أجل تجاوز أزمة المقدس والمعنى التي تميّز عصرنا الحالي."

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف